إحتفال عيد الفطر
أحكام العيد وآدابه
الإخوة والأخوات فى مدينة شيربروك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم بعيد الفطر المبارك وأسأل الله تعالى أن يديم عليكم فضله ويتقبل طاعاتكم , وأن تكتمل فرحتنا بصلاح أحوالنا وأحوال بلادنا وإخواننا المسلمين فى كل مكان , كما أسأله أن يقر أعيننا بالفرحة الكبري وهى النظر الى وجهه الكريم فى جنات النعيم , وأنتهز هذه المناسبة الكريمة لأذكر نفسى وحضراتكم بآداب وأحكام يوم العيد لننال وإياكم فضل المحافظة على سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم , فأقول وبالله التوفيق .
سبب التسمية:
سمي العيد عيدا لعوده وتكرره، وقيل لأنه يعود كل عام بفرح مجدد، وقيل تفاؤلا بعوده علي من أدركه .
أعياد المسلمين:
للمسلمين عيدان وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى. وهما يتكرران في كل عام، وهناك عيد ثالث يأتي في ختام كل أسبوع وهو يوم الجمعة.
حكمة العيد:
1- الأعياد فى الاسلام تأتى بعد عبادة، ليعبر فيها المسلمون عن شكرهم لله تعالى الذى وفقهم لطاعته وأداء فريضته.
2- كما أن الأعياد فى الاسلام تجمع بين العبادة (صلاة وذكر وتكبير) والترفيه - والتكافل الاجتماعى(بإخراج زكاة الفطر والتصدق من الأضحية)، وصلة الأرحام.
مشروعية صلاة العيد:
شرعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة روى أبو داود عن أنس قال: (قدم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم عيدان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)
وصلاة العيد مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين.
حكم صلاة العيد:
صلاة العيد سنة مؤكدة واظب عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء من بعده
قال النووي رحمه الله تعالي : "جماهير العلماء من السلف والخلف على أن صلاة العيد سنة"
وقت صلاة العيد:
يبدأ وقت صلاة العيد بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح – 20 دقيقة تقريبا- وينتهي قبيل دخول وقت صلاة الظهر.
* من السُنَّة تقديم الصلاة في عيد الأضحى وتأخيرها في عيد الفطر، ليبادر المسلم بذبح أضحيته فى الأضحى، ولإعطاء فرصة لمن لم يُخْرِج زكاة الفطر أن يخرجها.
مكان إقامة صلاة العيد:
من السنة إقامة صلاة العيد في مصلى واسع قريب حتى يسهل على الناس الذهاب إليه روى البخاري عن أبى سعيد الخدرى قال: (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى.)
آداب الخروج إلى مصلى العيد:
1- الاغتسال وارتداء أفضل الثياب، وأما وضع العطور فيكون للرجال فقط لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى المرأة أن تخرج من بيتها متعطرة ولو كانت ذاهبة للصلاة في المسجد.
2- تناول الطعام يوم عيد الفطر قبل الذهاب إلى المصلى، وتأخيره يوم الأضحى حتى يؤدى صلاة العيد ويأكل من أضحيته.
3- التبكير إلى مصلى العيد والسير على الأقدام إذا لم يترتب على ذلك مشقه.
4- الخروج إلى مصلى العيد من طريق والعودة من طريق أخرى.
5- التكبير ، عن عمر رضي الله عنه أنه كان يكبر فيسمعه أهل المسجد فيكبرون فيسمعهم أهل السوق فيكبرون حتى ترتجف منى كلها تكبيرا.
وقت التكبير في العيدين:
يبدأ التكبير في عيد الفطر من ثبوت رؤية هلال شوال حتى يقوم الإمام لأداء صلاة العيد.
ويبدأ التكبير في عيد الأضحى من فجر يوم عرفة حتى آخر أيام التثسريق وهو الثالث عشر من ذي الحجة.
صفة التكبير:
يمكن لكل مسلم أن يردد هذه الصيغة :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا اله إلا الله
6- غض البصر عن محارم الله والابتعاد عن الاختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم
صلاة العيد ليس لها سنة قبلية ولا بعدية:
روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم-صلى يوم الفطر ركعتين لم يصلى قبلها ولا بعدها.) كما أن صلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة.
صفة صلاة العيد:
صلاة العيد ركعتان يسن للمصلى أن يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وفى الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام للركعة الثانية، مع رفع اليدين مع كل تكبيرة لثبوته عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولم يرد ذكر مخصوص يقال بين التكبيرات ويجوز أن يقول بين التكبيرات: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله اكبر.
ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة الأعلى، ويقرأ في الثانية بعد الفاتحة بسورة الغاشية، أو يقرأ في الأولى بسورة ق، وفى الثانية بسورة القمر. مع مراعاة جهر الإمام بالقراءة.
خطبة العيد:
يسن للإمام بعد أداء صلاة العيد أن يخطب في الناس خطبة جامعة، ويستحب أن يفتتحها بحمد الله، ويسن له كذلك الإكثار من التكبير أثناء الخطبة، ويذكر الناس بفضل الله عليهم، ويحثهم على التوبة النصوح، وتقوى الله في السر والعلانية، والإكثار من أعمال البر، والتمسك بالكتاب والسنة، وتحذيرهم من البدع، ويسن من حضر الخطبة أن ينصت للإمام، ومن أراد أن ينصرف بعد الصلاة فلا حرج عليه.
روى أبو داود عن عبد الله بن السائب قال: (شاهدت مع رسول الله العيد فلما قضى قال أنا اخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب)
قضاء صلاة العيد:
يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها قبل الظهر على هيئتها وبنفس العدد من التكبيرات.
روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: " من فاتته الصلاة يوم الفطر صلى كما يصلى الإمام".
اجتماع العيد والجمعة:
إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة فإن إحدى الصلاتين تجزئ عن الأخرى ، فمن صلَّى العيد سقطت عنه الجمعة وتكفيه صلاة الظهر ، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد ، روى أبو داود عن أبي هريرة (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون) .
التهنئة في العيد:
* العيد مناسبة مباركة يجمع الله بها شمل المسلمين ويؤلف بها بين قلوبهم، فيقابل بعضهم بعض في مصلى العيد وفى الطرقات أو الأسواق فيتصافحون ابتغاء وجه الله وطمعا في مغفرته ويشرع أن يهنئ المسلم أخاه بنحو قوله " تقبل الله منا ومنك"
العيد موسم لأعمال البر:
إن العيد مناسبة طيبة ينبغي للمسلم أن يستفيد منها ليرفع رصيده من الحسنات وذلك بالحرص على الطاعات والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:
بر الوالدين وصلة الأرحام والتوسعة عليهم بقدر المستطاع ، زيارة الجيران والأصدقاء والتوسعة على الفقراء واليتامى ومشاركتهم بهجة العيد ، الصلح بين المتخاصمين بين الناس مع بيان منزلة من يبدأ بالصلح ابتغاء وجه الله تعالى، الإكثار من ذكر الله تعالى .
اللهم اجعله عيد خير ورشد علي جميع المسلمين في كل مكان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
د/ صلاح محمود